samedi 3 juin 2017

مسالة تصفيد الشياطين في رمضان بقلم الشيخ / مشيقح المشيقح

يسأل البعض من الناس عن مسالة تصفيد الشياطين في شهر رمضان المبارك
فنقول قد ثبت في عدة أحاديث:منها :
ما جاء في " الصحيحين " من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( إِذَا دَخَلَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الجَنَّةِ ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ ، وَسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ ) رواه البخاري ومسلم
وفي رواية لمسلم: ( وَصُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ)
قال العلماء رحمهم الله : فالصحيح أنَّه محمولٌ على حقيقته وهو ظاهر الحديث أنَّ الجنَّة تفتح حقيقة في رمضان وتغلَّق أبواب النار وتُسَلْسَل الشياطين نعوذ بالله منهم .
ولعلي انقل كلاما للقاضي عياض رحمه الله حيث قال : يحتمل أنه على ظاهره وحقيقته وتصفيد الشياطين علامة لدخول الشهر ، وتعظيم لحرمته ، ويكون التصفيد ليمتنعوا من إيذاء المؤمنين والتهويش عليهم ، قال : ويحتمل أن يكون المراد المجاز ، ويكون إشارة إلى كثرة الثواب والعفو ، وأن الشياطين يقل إغواؤهم وإيذاؤهم فيصيرون كالمصفدين ، ويكون تصفيدهم عن أشياء دون أشياء ، ولناس دون ناس ، انتهى باختصار ،
وأثناء عملنا في مكافحة السحر والشعوذة شاهدنا من يصرع حقيقة في شهر رمضان من حالات التلبس نسال الله العافية ، فتذكرت عندما سُئل شيخنا ابن عثيمين رحمه الله : عن قول النبي صلى الله عليه وسلم ( فيه تُصَفَّد الشياطين ) ومع ذلك نرى أناسًا يُصرَعون في نهار رمضان ، فكيف تُصَفَّد الشياطين ؟
فأجاب رحمه الله : في بعض روايات الحديث: ( تُصَفَّد فيه مَرَدَة الشياطين ) أو ( تُغَلّ) وهي عند النسائي ، وان مثل هذا الحديث من الأمور الغيبية ، التي موقفنا منها التسليم والتصديق ، وأن لا نتكلَّم فيما وراء ذلك ؛ فإنَّ هذا أسلَم لدِين المَرْء وأحسن عاقبة ، ولهذا لما قال عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل لأبيه رحمهم الله : إنَّ الإنسان يُصرَع في رمضان ، قال الإمام "هكذا الحديث ولا تكلَّم في ذا ، ثم إنَّ الظاهر تصفيدهم عن إغواء الناس ، وعلى هذا فتصفيد الشياطين تصفيدٌ حقيقي الله أعلم به ،
ولا يعني هذا انعدام تأثير الشياطين تمامًا، أو يلزم منه ألاَّ يحصل صرع أو مسّ أو شرور للإنسان ، أو ينعدم وقوع المعاصي بين الناس .
بل المراد أنَّهم يضعفون في رمضان ، ولا يقدرون فيه على ما يقدرون عليه في غير رمضان ،،
وبهذه المناسبة قال الإمام القرطبي رحمه الله: " فان قِيلَ : فنرى الشرور والمعاصي تقع في رمضان كثيرًا ، فلو كانت الشياطين مُصَفَّدة لمَا وقع شر ّ. قال
فالجواب من أوجه :
أحدها: أَنَّهَا إِنَّمَا تُغَلّ عَنْ لصَّائِمِينَ الصَّوْمَ الَّذِي حُوفِظَ عَلَى شُرُوطِهِ وَرُوعِيَتْ آدَابُهُ . أمَّا ما لم يُحافظ عليه فلا يُغَلّ عن فاعله الشيطانُ .
الثاني: أنَّا لو سلَّمنا أنَّها صُفِّدَت عن كلِّ صائم ، لكن لا يلزم من تصفيد جميع الشياطين ألاَّ يقع شر لأن لوقوع الشرّ أسبابًا أُخَر غير الشياطين ، وهي : النفوس الخبيثة ، والعادات الركيكة ، والشياطين الإنسيَّة .
والثالث: أن يكون هذا الإخبار عن غالب الشياطين والمَرَدة منهم ، وأمَّا مَن ليس مِن المَرَدة فقد لا يُصَفَّد .
والمقصود: تقليل الشُّرُورِ ، وهذا موجود في شهر رمضان ؛ لأنَّ وقوع الشرور والفواحش فيه قليلٌ بالنسبة إلى غيره من الشهور "
انتهى من كتاب المفهِم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم
وأقول من خلال عملنا في مكافحة السحر والشعوذة لسنوات مضت لاحظت عدم تمكن السحرة بالقيام باعمالهم السحرية في شهر رمضان المبارك وعدم ورود اي بلاغ بذلك ، كما بينت مراراً ان الساحر من علاماته عدم استقبال احد في شهر رمضان ، وهذه والله حكمة عظيمة ،
ولعلي أورد كلاماً لشيخنا ابن عثيمين رحمه الله بهذه المناسبة عندما قال :
وهَذَا مِنْ مَعُونةِ الله للمسلمين ، أنْ حَبَسَ عنهم عَدُوَّهُمْ الَّذِي يَدْعو حزْبَه ليكونوا مِنْ أصحاب السَّعير، ولِذَلِكَ تَجدُ عنْدَ الصالِحِين من الرَّغْبةِ في الخَيْرِ والعُزُوْفِ عَن الشَّرِّ في هذا الشهرِ أكْثَرَ من غيره " انتهى
هذا واسال الله الكريم رب العرش العظيم ان يحفظنا واياكم من كل مكروه وان يقبل منا ومنكم الصيام والقيام وصالح الاعمال وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وسلم

مشيقح بن حمود المشيقح
بريدة . رمضان 1438هجري


مسالة تصفيد الشياطين في رمضان بقلم الشيخ / مشيقح المشيقح

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire