mardi 18 juillet 2017

سيرة الشيخ علي بن صالح بن عبدالعزيز المشيقح رحمه الله

من أعلام أسرة المشيقح
الشيخ علي بن صالح بن عبدالعزيز المشيقح رحمه الله

يتسارع القلم في بسط سير الرجال الذين سطروا أروع المثل في أخلاقهم وأدائهم وحسن تعاملهم الأسري النادر بين أبنائهم وأزواجهم وأسرتهم وخدمة دينهم ووطنهم

ومن أولئك الرجال الشيخ علي بن صالح المشيقح رحمه الله

فأبو حمود أحد أبرز رجال أسرة المشيقح

مولدة ونشأته
ولد الشيخ علي بن صالح عام 1345هـ في مدينة بريدة ونشأ في بيت جده عبد العزيز بن حمود زعيم بريدة وأغنى رجالها وفي كنف والده صالح العبدالعزيز رجل العلم والتدين والزراعة فكان محبوباً لديه.

تعلم القرآن الكريم في صغره وتعلم القراءة والكتابة لدى الكتاتيب في زمانه

ثم درس الإبتدائية وعين معلماً في المدرسة العزيزية ثم عمل أميناً للصندوق في إدارة تعليم القصيم حتى تقاعده عام 1413ه

أبوحمود كغيره من ابناء مدرسة منزل المشيقح الكبير عرف المجالس ورجالها والوجهاء والمشائخ والأمراء والملوك الذين زارو جده ووالده وأعمامه فكانت مناراً لحياته التي تأثر بها فأنعكست عليه وعلى أبناءه من بعده .

لازم والده في أعماله وفي مزارع الصباخ وزاد بره بوالدة خاصة عند مرضه حينما أضطر للسفر لمصر لتلقي العلاج فكان ابوحمود ملازماً له حتى وفاته عام 1378 رحمه الله.

كما كان باراً بوالدته فيقول:
كان يقول رحمه الله لم اندم على شيء مثل ندمي اني لم اقف لآخذ رغيف الخبز من والدتي جوزاء بعد ان تخبزه رحمها بعد صلاة الفجر للخروج للمزرعه اخشى ان يفوتني العمل والوقت.

ويحكي لأولاده مواقف أثرت في حياته
ومن ضمنها دعائها الدائم له ...
يقول { في يوم من الايام كنت في الرياض لحاجة ما وكانت الوالدة رحمها الله تلك الأيام أيضاً في الرياض عند اخي عبدالكريم رحمه الله رحمة واسعة وقبل ان اخرج للعودة لبريدة قبلت راسها وقلت لها مع السلامة وادعيلي يمه فبكت عند الفراق واخذت تدعوا لي دعاء مما فتح به الله لها.
وفي طريق الرياض - القصيم القديم ، غفت عيناي من الإرهاق ولا شعرت الا وانا قد ارتطمت بأحد الحيوانات السائبة - ومن شدة الصدمة انعدمت السيارة تماماً ولم يبقى اي شيء سليم - سبحان الله - سوى انا والمقعد الذي انا جالس عليه } ويذكر لنا ان سبب ذاك هو دعاء والدتي لي باللطف من الله والحفظ لي...

أنتقل الشيخ علي للمدينة المنورة وعمل بها وكانت له مواقف لا تنسى مع أهل المدينة منها قصة الشناقطة بالمدينة حينما قطعت عنهم البلدية الماء والكهرباء لهدم منازلهم فكان يمدهم من منزله بالماء والكهرباء رغم تحذير البلدية له وكل ذلك رحمة بهم .

وكذلك تدريبه ابنه حمود على البيع والشراء رغم صغر سنه في ذلك الوقت كما كان يستقبل حجيج المشيقح عند مرورهم بالمدينة ويقوم بواجب الضيافة لهم .

عاد أبوحمود لبريدة مسقط رأسه واستقل في منزل خاص به شمال مسجد العيد جوار دوار السادة ثم انتقل الى بيته الذي شيده بالصفرء حتى وفاته.

تزوج الشيخ علي بن صالح زوجتين
الأولى إبنة خالته هيلة بنت محمد العثمان العبيد رحمها الله والتي كانت نعم الزوجة والرفيقة له
والثانية سميرة بنت علي بن ابراهيم الفرج والتي من أدبها وتقديرها وأخلاقها العالية تسمي أم حمود بخالتي وكانت تتلقى الدروس من أم حمود وهذا يؤكد سلاسة الود والمحبة في منزل الشيخ علي الصالح

فمن المواقف التي تميزه رحمه الله:
انه عادل بين زوجاته في شتى أمور حياته معهن وذلك نقلا
عن زوجته ام حمود رحمها الله فتقول : فضلاً عن تقديره واحترامه لي أمام الجميع طيلة حياته لم اعهد منه الا العدل والمساواة بيني وبين زوجته أم أحمد فلم يميزها أبدأ عني في أمر ما وكان ياتي دائماً ويعطيني مبالغ مالية ويقول لي خذي هذه الفلوس لاني أعطيت ام احمد مثل هذا المبلغ نظراً لحاجتها للمبلغ.

أما أولاده فهم الدليل الحقيقي على صدق نية الرجل ومخرجاته الصالحه فكلهم أهل صلاح وتدين وخيرية وقادة في أعمالهم فمنهم الموظف النشط ومنهم المهندس والتاجر ورجال أمن على مستوى عال ناهيك عن سمو أخلاقهم وحسن تعاملهم وهم :
حمود وسليمان وعبدالمحسن والعميد صالح ومنصور -رحمه الله- ود عبدالواحد والاستاذ احمد وايمن
البنات :
حصه وصفيه وبدرية ونجاة واسماء وامل وايمان وكلهن
رائدات في عملهن وفي أسرهن والذي كان له الدور في تعليمهن بل كم مرة يستقطع من راتبه ليصلن ماوصلن إليه ومن ذلك

كان شديد الحرص على تعليم أبناءه بنين وبنات
علاقاته الاجتماعية
أما الحديث عن حياته وعلاقته مع مجتمعه فكانت روائع ونماذج ودروساً يستقى منها الفوائد ونبراساً للأجيال من بعده ومن ذلك :
قلبه الطيب وحنانه العاطفي الجياش فهو واصل مع إخوته وأخواته باراً بوالديه وأعمامه له علاقة حميمة مع أولاده وبناته وزوجاته.

كريم بطبعه واذكر قصة التمر الذي عنده حينما طلب من زوجته توزيعه فقالت هذا تمرنا فقال وزعوه سيأتينا بديلا عنه وإذا بالأعمام يرسلون له إهداء تمر من مزارعهم .

كان يقدم الصرف للمحتاجين من الشباب المبتدئين في العمل لمعرفته لحاجتهم للمال .

يقول على لسانه انه في ذلك الوقت يعمل آمين صندوق في وزارة المعارف آنذاك في نهاية كل سنة ميلادية يقوم القسم في جرد الواردات والمصروفات
من الأموال المنصرفة والمتبقية
يقول في ذلك اليوم اثناء الجرد المعتاد حصل ان فقدنا شيك بمبلغ ليس بالبسيط
و من ذلك اليوم نحن و موظفي القسم نبحث عن الشيك المفقود واين صرف .
يقول في اخر الدوام قدم اليه معلم من الاخوة المصرين المتعاقد معهم للتدريس من مدة وجيزة ولم يلبث ان استقر في بريدة واستأجر منزل للعائلة حتى جاءه بعد ذلك أمر نقله لقرية صغيرة و بعيدة عن بريدة وطلب في تلك اللحظة مني ان أتوسط له عند مدير التعليم بالقصيم الشيخ/سليمان الشلاش رحمة الله
بأن يبقية في مدرسته ببريدة بسبب ظروفه العائلية وانه لا يملك وسيلة نقل خاصة
ويقول في تلك اللحظة كنت مرهق جداً ومهموم بسبب عدم العثور على الشيك أو معرفة فيما صرف فيقول :
قلت للمدرس : انتظر حتى يحين موعد صلاة الظهر ثم نذهب لمصلى الادارة ونقابل المدير والله يدبر الي فيه الصالح لنا ولك.. يقول رحمت الرجال ..
و بعد ما صلينا اقتربت من الاستاذ سليمان الشلاش وشرحت له ظروف هذا الإنسان الغريب
وتفهم مديرنا لوضع الاستاذ. المصري ووعده بخير وطلب منه ان يبقى في بريدة .
فيقول اخذ المعلم يتشكر ويدعوا لي بكل ما أوتي من بلاغة.
المهم بعدما فرغت من امر المدرس المعار توجهت لمكتبي لأواصل مسيرة البحث عن الشيك المفقود ،
يقول: فأول ما جلست وفتحت درج المكتب وإذا بالشيك امامي لا إله إلا الله كيف وجدته .
تذكرت دعاء الأستاذ بعدما فرجت له ضائقته.
يسر الله سبحانه لي امري وفرج لي امري..

له علاقة ممتازة مع جيرانه احبهم فأحبوه وكان أحد أبناء الجيران قام بتكسير زجاج سيارات ابناءه فقال لهم لا تنازعوه واذهبو للسوق وركبو زجاج بديلاً عنها .

له خبيئة في تقديم طعام العشاء لأكثر من عشرين من العماله بشكل مستمر .

لديه إيمان وصبر عجيب خاصة حال مرضه العضال فتراه كثير الحمد والثناء والشكر لله.

مرضه ووفاته
في آخر عمره أصابه مرض عضال إضطره للسفر للعلاج في الولايات المتحدة وقرر الأطباء إستئصال معدته فقال للطبيب اتمنى ان تبقي ولو جزء صغير منها من أجل أن أصوم فيها رمضان قال له الدكتور الآن سنعمل لك عمليه تأخذ لها من 8 الي 10 ساعات و ما ندري انت تطلع منها حي أو ميت قال له أبوحمود حنا ما نخاف من الموت من جت ساعته يروح صاحب أو مريض.

عاد للديار وعانى كثيراً من مرضه فكان صابراً محتسباً حتى انتقل إلى جوار ربه يوم الجمعة الموافق الرابع من شهر الله المحرم من العام الف وأربعمائة وستة عشر للهجرة وليس في ذمته دين لأحد وصلى عليه جمع غفير من أهله ومحبيه ودفن في مقبرة الموطا فرحم الله أبا حمود وأسكنه فسيح جناته

د. عبدالعزيز بن حمود المشيقح.


سيرة الشيخ علي بن صالح بن عبدالعزيز المشيقح رحمه الله

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire