mardi 16 août 2016

همسة لأمانة منطقة القصيم بقلم الأستاذ عبدالرحمن بن صالح المشيقح

همسة لأمانة منطقة القصيم

       وقارب  مهرجان بريدة للتمور على الانتهاء ..

ونال من التغطية الإعلامية المساحات الواسعة ، وتفاوتت الرؤى حول تقييمه . وستفتح فيما بعد سجلات  الملاحظات  ليتم تلاشي كافة السلبيات .

    ولأننا ننشد التميز ونطالب بالإبداع في دقة الصورة وكمالها  فالعصر يمج الصور النمطية ويتطلع للصور الزاهية فلنا وقفة مع الخدمات  التي  تنفذها أمانة منطقة القصيم ومنها مهرجان التمور .

           إنني لن أتحدث  بإسهاب عن خصائص بريدة التي تعين على نجاح المشروعات ،أوعن الإمكانات التي تحظى بها وتشجع على رسم أحدث الخطط ، فالكثير يدرك هذا فمن الإمكانات وباختصار  :

-           توفر الأراضي الحرة وبمساحات كبيرة سابقا ، وكانت ذات أسعار عالية ، شجع البلدية على بناء مراكز تجارية خاصة بها ، تدر عوائد مالية جيدة .

-           يضاف لتلك المساحات ما تم نزعه من ملكيات خاصة من أجل تنفيذ خدمات محددة ، حيث  استجابت الدولة المباركة ، ولم تبخل طوال عقود - وفق الله ولاة أمرنا  – على نزع ملكيات عديدة بعد تثمينها للمواطنين ، كسوق الخضار ، ومدينة التمور وغيرها .

-           تعتبر مدينة بريدة منطقة جاذبة للمشاريع التجارية والاستثمارية ، وأهلها أهل حركة وتجارة ، يوظفوا كل الإمكانات ويستثمرونها بأسلوب إيجابي .

-           لموقع بريدة تميز على خريطة وطننا الغالي ، يطول المجال لشرح ذلك ، ويكفي أن نقول بأن بريدة ومع إشراقة كل صباح تستقبل الشاحنات المحملة بالفاكهة والخضار والمنتجات الزراعية عبر سيارات تبريد كبيرة وترجع تلك البرادات محملة بإنتاج القصيم إلى أكثر من منطقة ومركز.

-           - لا نبالغ إذا قلنا بأن بريدة مدينة إنتاج التمور والأنعام الأولى على مستوى المملكة وسلة زراعية تطرح مختلف الأصناف الزراعية مما أكسبها حركة نشاط مميز .

هذه بعض من الخصائص وليست جلها ، أعطت بريدة  تميزا .

     وقفة تأمل يرسمها العقل والواقع . هل استثمرت الامانة تلك الإمكانات التي توفرت في بريدة بأسلوب مأمول ، وهل حققت بذلك  مشاريع عملاقة برؤية فنية هندسية للحاضر والمستقبل ؟

  هل المشاريع التي نفذتها كانت بمستوى تطلعات المواطن والمسؤول ، واصبحت لوحات تغري بالإشادة والاقتباس ؟

الجواب  :  وبكل الأدلة الملموسة   أنها دون المأمول وإن تحقق شيء من ذلك  .

   فالصورة ليست قاتمة ، بل هناك إنجازات جيدة ، لكن هو الحرص على جودة معالم الصورة ، ، والطموح في استمرار التميز مطلب .

نعم نجحت بعض الأنشطة كالتشجير والمشاركة في المناسبات الموسمية ، لكن الصورة المأمولة أشمل وأكبر.

    إن مما ينفي تحقق المأمول على سبيل التمثيل لا الحصر :

-           أن سوق الخضار الذي نزعت ملكيته منذ عقود من منازل المواطنين كقلب ومركز بريدة ، لم يستثمر بالأسلوب المأمول طوال  تلك السنين رغم حيويته . فلم يتجاوز الأمر أن نفذت فيه مجرد مظلات دون أي مرافق مساندة أو مواقف للسيارات منظمة تريح التاجر والمستهلك، أو تكييف يشجع على التسوق ، حتى المداخل إلى الأسواق تساعد على الفوضى ، وتخلو من اللمسات الجمالية التي تشير إلى تواجد الأمانة بالشكل العملي  .

-           تم نزع ملكيات شمال جامع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد رحمه الله لتكون مواقف تخدم المصلين ومرتادي الأسواق ، وخاصة في مواسم الأعياد والمناسبات فلم تبخل حكومتنا أيدها الله لتحقيق ذلك ، ولكن يقف الشخص متسائلا أين انتهت تلك المواقف وهل حققت الغاية منها ؟

لقد تم تقسيمها إلى مربعات مظللة تخلوا من الجمال لتخصص كمباسط للنساء وكأننا في مركز ريفي ، علما بأن هناك موقعا آخر يمكن أن يؤدي الغرض وقريب من الموقع المذكور غرب جامع الملك فهد رحمه الله.

     أليس من الأجدى أن يعهد إلى إحدى الشركات الاستثمارية ليخصص الدور الأرضي كمرافق يستثمر حسب رغبة البلدية  وتكون الأدوار العلوية مواقف تخدم الحاجة .

-           في سوق التمور ( مدينة التمور!! ) تجد ضعفا في التنفيذ ، يرصد ذلك كل رجل تخطيط ، فمدينة بريدة بأريافها المحيطة بها وما جاورها تدفع بآلاف الأطنان من التمور المتنوعة ذات الجودة العالية للسوق . ويرتاده المستهلك من مختلف مناطق المملكة . وتجده عبارة عن مسارات طولية مسفلتة ومضاءة  لا أكثر . وتقرأ في اللوحات الدعائية مدينة التمور .

    أي مدينة هذه ؟ أين مكاتب الجودة والتصنيف ؟ أين مخازن التعليب والتغليف ؟ أين المصارف التي توفر للمستهلك سحب العملات باستثناء كبينة واحدة مؤقتة وقت الموسم فقط ؟ أين مكاتب وشركات التحميل والتنزيل ؟ أين المواقف المرتبة والمرقمة التي يسهل الوصول إليها بكل راحة ؟ أين مراكز بيع النخيل والشتلات التي يضمن المزارع سلامة مصدرها وجودتها  ؟ أين المعرض التثقيفي الذي يرشد المزارع لأمراض النخيل وطرق الوقاية منها ؟ أين المراكز السكنية التي تحقق للزائر الذي قصد المعرض الراحة والقرب من السوق وقت الموسم ؟ أين المراكز التجارية والحرفية بشكل دائم  توفر السلع المصنوعة من النخيل ؟ أين المداخل والمخارج المناسبة التي تسهل سرعة الوصول إلى السوق ؟ أين الشاشات التي تعرض الإحصاءات والأسعار يوميا و تحدد المسارات ؟

أخيرا مدينة وإنتاج وحركة لا يوجد محرك ( دلال ) للبيع سوى شركتان أو ثلاث  تقريبا . أوشك هذا التصرف بانفلات الاسعار لولا الله ثم  توجيه مقام إمارة المنطقة في التصحيح بارك الله في جهودها . ويتكرر المشهد بالإيهام  بارتفاع السعر ففي هذا العام  ( كرتونان فقط يصل العرض إلى ألفين وخمسمائة ريال . والخاسر من اللعبة هو المزارع بصد المشتري الذي وفد إلى المنطقة للتموين

 باختصار هو سوق – لا مدينة - مؤقت وموسمي ينتهي نشاطه مع نهاية موسم جلب التمور  فهل تسعى الأمانة لتحقيق حلم المدينة المتكاملة .

    وفي جانب آخر:

هل يخفى على المواطن تقصير الأمانة في توفير الخدمات ؟

      تستيقظ صباحا فتجد أن هذا الحي قد بدئ بسفلتته  فتستبشر خيرا وقبل انتصاف العمل  تغادر الشركة المنفذة إلى موقع آخر ويبقى العمل معلقا شهورا دون استكمال ؟ والأمثلة  عديدة يدركها الجميع وأضرب مثلا على ذلك بحي الفاروق  شمال بريدة الذي نقلت معدات السفلتة إلى حي  آخر حسب إفادة أدارة المشاريع بالأمانة  فخرج ولم يعد .

  عندما تتعاون الامانة مع المرور في تنظيم المسار تهرع البلدية إلى تنفيذ مطبات صناعية ، تخلوا هذه المطبات من الدقة والذوق والشعور بالمسؤولية ، تقضي على السيارات وعلى الشاحنات والمعدات ، وتنتابك الحيرة عندما تبحث عن المسؤول عن تنفيذ ذلك في البلدية ، علًه ينقذ بعضا مما بقي من سيارة المواطن .

   وماذا نقول عن تسميات الشوارع والميادين وترقيمها ومعاناة الزائر لبريدة ، وعن تنفيذ بعض المجسمات الجمالية في مداخل بريدة وساحاتها .

    إن من الإيجابيات التي تحسب للأمانة أمران . الأول  مستوى النظافة التي عهد أمرها للشركات ، والثاني مساحات المسطحات الخضراء والتشجير وإن كان على الثانية بعض الملاحظات في التنفيذ .

نكتب ذلك لنصل إلى تقديم اقتراح قد يساهم في تحسين الصورة في ظل تواجد ومتابعة أمير المنطقة وفقه الله وأعانه ، الذي يتسم بالحماس والحرص على التجديد وعلى التميز . ومع تشكيل المجلس البلدي ولجانه الجديدة في دورته الثالثة  .

 

عبدالرحمن بن صالح المشيقح

مستشار تربوي وتعليمي
المصدر: بريدة ستي



همسة لأمانة منطقة القصيم بقلم الأستاذ عبدالرحمن بن صالح المشيقح

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire