dimanche 27 octobre 2013

أحبتي:تصالحوا مع ذواتكم

أحبتي:تصالحوا مع ذواتكم


حزينة تلك الذات , تعيش الآه والعذابات , خلقها الله لكي تنطلق وتحلق وكبلها الإنسان وقيدها من كل حدب وصوب !!


تعيش الذات في ذلك الصندوق المسمى الجسد , يحكمها العقل وتؤثر فيها العواطف والمشاعر , تفرح وتترح , تزدان فرحة وتنتحب حزينة , تقبل وتدبر , وترعد وتزمجر ...


هي انعكاس واضح لواقعها المعاش ونمط حياتها صاحبها الذي هي رهينة عنده .


لكن هذه القصة الدرامية مختلفة باختلاف الزمان والمكان والأشخاص ...

فمن الناس من يرفق بتلك الذات ومنهم من يجور عليها ...

منهم من يرتقي بها ومنهم من ينحط بها ومعها ...


تلك الذات هي المزيج بين هلامية الروح وتأطير الجسد ... لكن الناس ليسوا سواسية معها فمنهم من يسعد بها ومن خلالها ومنهم من يشقى ويتدهور ...


قال الله تعالى في هذا المقام حيث يصنف الله الناس إلى ثلاث أصناف في هذه الآية الكريمة :

(فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ } [فاطر : 32] .





وهنا يكمن العجب من كينونة الإنسان الذي خُلق بأحسن تقويم ... وقيل له هيت لك فذاك الميدان أمامك فما أنت صانع وما أنت جامع وما أنت من الأبواب قارع ...


ورغم كل تلك الحرية التي وضعها الله عز في علاه للإنسان وهي شرطاً للتكليف وما أعطي الإنسان من خريطة تمثل المنهج العام وبينة له المحددات والتصورات العامة والتفصيلية وقدمت له المحفزات وأعطي فترة زمنية ليرى الله والناس صنيعه ونتاجه ...


إلا أننا نرصد ظلم الإنسان لنفسه حين خلقه الله حراً وكبل نفسه , وطليقاً فسجن ذاته , وعاقلاً فسفه واقعه وحياته وسلوكه ...


قدم له العلم فختار الجاهلية وبذلت له الحكمة فأعرض عنها وانصرف ...

وما أجده إلا جهل الإنسان الذي أفضى لهذا الظلم لنفسه وإيغاله في التخبط الذي قاده لهذا المستنقع الآسن ...



لنتأمل تلك الذات السجينة ونتخيل ذاك السجن المظلم المقتم , حيث تطوف الكآبة في كل مكان فيه ويجوب أرجاءه كل بؤس مقيم .

تلك الذات سجنها صاحبها وقيدها وحرم نفسه والمجتمع والأمة من خيرها ...

فهو من وضعها بنفسه مخيراً في تلك الزنزانة وأقفل الباب وراءه ورحل وأقنع نفسه بأن ذلك أفضل شيء كان بمقدوره عمله ...


تلك الذات السجينة يقيم معها عشرة من العُتاة القساة الذين لا يرحمون ولا يرأفون وهم السجانون الذي لا تأخذهم إلاً ولا ذمة بها ...

والغريب هنا أن كل واحد منهم يكفي لتحيد تلك الذات عن واجباتها ومهامها الحياتية وعزلها عن الدنيا بكل جدارة .


هــــؤلاء العشـــــــرة هـــم :



  1. ( الجهل , الضعف , التخبط , ضياع الهدف , الحقد ,الكسل , العجز , الاتكالية ,التشاؤم , السلبية ... )




كل واحد من هؤلاء الزبانية يعتبر وباء ينتقل ليخنق الأرواح ويعطل العقول ويسجن الذات الجميلة التي يحملها كل واحد منا داخل قمقم مقزز لا هواء فيه ولا ماء ...


وهنا فعندما نذكر هذه الذات السجينة والتعيسة فنحن نؤكد على أن طبيعة الذات الإنسانية خُلقت لتعيش عزيزة قوية متطلعة تهوى القمم وتعشق النجاحات وتشرئب بالإنجازات والأعمال ...


ذات تسبح في ملكوت الله الواسع ملؤها الحماس والإقبال والطموح ...


فعزائي لكـــل :


- إنسان لم يثق بنفسه ولم يحسن الظن بربه .

- من سمع تلك الوساوس التي تغتال الأحلام وتزهق أرواح المشاريع والمبادرات .

- من صّدق أنه لا يستطيع ولا يقدر وأن كل ما هو أمامه مستحيل .

- من أدمن التبرير بدل التفكير ,وآمن بالحظ والصدفة ولم يؤمن الأسباب .

- من صدق تلك الوساوس وحلق معها إلى عالم الظلام والعتمة .


قال تعالى :

( الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم )268 ) البقرة



هل ننهي خطورة تقييد أنفسنا وقهر ذواتنا واكتفائنا بالأماني والكلمات أو الشكوى والإسقاطات وشتم الزمان وترديد كلمات العجز والضعف والاستسلام ...


هل نعي أن بين السعادة والتعاسة في حياتنا قرار ...

وبين الفقر والغنى طريقة تفكير ...

وبين والابتسامة والعبوس روح صافية وضمير مرتاح ونية صالحة ...


ذاتك سوف تسألك صباح كل يوم ماهو هدفنا اليوم وقبل النوم ما هي انجازاتنا اليوم فهل تملك لها من جواب مقنع ووجيه ؟


سوف تسألنا ونحن نمر بين سنين العمر هل نحن متفرجون أم لاعبون في الميدان متفاعلون...


سوف تلح علينا بخير فلا نعارض بل نبادر ونستزيد ...


وسوف تؤنبنا عندما نخطئ وتلومنا حينما تزل بنا القدم ...


أحبتي...فلنعد إلى مسار الحق حينما ينحرف بنا قطار الحياة المنطلق بسرعة .



ففي خضم هذا الحياة اللاهثة نحن بحاجة إلى تأمل صوتنا الداخلي الصادق ...

نسمع ذلك الصوت القادم من الأعماق ونفكر في رسائله و منطلقاته.


ونعزز فيه تلك الروح الإيجابية ولنكافح بلا هوادة تلك الأشباح الشريرة التي تنثر السواد والوساوس والإحباط في داخلنا ولنجعل من ذواتنا منارة سلام وخير وعطاء لكل من هم حولنا .


ولنتأكد أننا لن ننال السلام الداخلي حتى تتوازن أرواحنا وعقولنا وأجسادنا وعواطفنا ونتخلص من كل ما يعطل ذلك التوازن من إفراط أو تفريط , من ظلم أو جور أو تعدي أو إسراف .


أحبتي...

افتحوا الأبواب إذن لذواتكم ولتخرج من ذلك السجن الذي لا يليق بها وعندها فقط سوف تشتم نسائم الصباح اليانعة وتشهد إشراقة شمس كل يوم وتقبل على الحياة بكل قوة وتألق وسمو ...


عندها سوف تحقق ذاتك بإطلاق سراحها ونيلها حريتها المسلوبة .


(وما ظلمهم الله ولكن أنفسهم يظلمون} (آل عمران:117


الذات المنطلقة هي الذات التي تخلصت من عقم الفكر ومكابرة الجاهلية وكسل النفس وارتباك المشاعر وحمق الانفعالات واستسلام الضمير .








via منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد http://www.profvb.com/vb/t131341.html

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire